الطفل الصغير و الشجرة الصغيرة. هل نتخلى حقاً عن من يساندنا ؟
محتويات الموضوع
الطفل الصغير و الشجرة الصغيرة
كان هناك شجرة تفاح في غاية الضخامة منذ زمن بعيد، و كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة بإستمرار ، و كان هذا الطفل يتسلق أغصان هذه الشجرة، و يأكل من ثمارها ثم يغفو قليلا و ينام في ظلها المديد.
كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب لعبه معها ! وتمر الأيام ومعها يمر الزمن فيكبر الطفل وهنا ترك عادته فأصبح لا يلعب حول هذه الشجرة !
و في يوم من الأيام رجع الصبي إلي الشجرة وكان حزينا ! فقالت له الشجرة : تعال والعب معي يا صديقى القديم.
فأجابها الولد: لم اعد صغيرا لألعب حولك ! أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها.
فأجابته الشجرة : لا يوجد معي أية نقود ! ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها .
كان الولد سعيدا للغاية بعرض الشجرة الذى قدمته‘ فتسلق الشجرة وجمع ثمار التفاح التي عليها ونزل سعيدًا. ومرة أخري لم يعد الولد لزمن كبير. وأصبحت الشجرة في غاية الحزن بعدها لعدم عودته .
ومرة أخري يرجع الطفل :
و في يوم آخر رجع هذا الولد للشجرة ولكنه لم يعد ولدًا بل أصبح رجلاً ! فأصبحت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له : تعال والعب معي .
لكنه أجابها قائلاً : لم أعد طفلا لألعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجلاً مسئولا عن عائلة وأحتاج لبيت ليكون لهم مأوى؛ هل يمكنك مساعدتي فى هذه المشكلة؟
أجابته آسفة فليس عندي لك بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعي لتبني بها لك بيتاً ، ففرح الرجل وأخذ كل الأفرع وغادر الشجرة وهو سعيد .بينما كانت الشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا. ولكنها أصبحت حزينة مرة أخرى لأنه لم يعد إليها !
وفي يوم حار عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة في منتهى السعادة . فقالت له الشجرة : تعال والعب معي يا صديقى القديم.
فقال لها الرجل أنا في غاية التعب وقد بدأت في الكبر، أريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح . هل يمكنك إعطائي مركبًا؟
فأجابته يمكنك أخذ جزعي لبناء مركبك. بعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء فتكون سعيدًا .
وقد وافق الرجل ! وقطع جذع الشجرة وصنع مركبه ! و سافر مبحرًا ولم يعد لمدة طويلة جدًا . ولكنه عاد أخيرا بعد غيابه لسنوات طويلة جدًا .
الشجرة المفلسة !
رحبت به الشجرة كعادتها وقالت له آسفة يا بني الحبيب لكن لم يعد عندي أي شيء لأعطيه لك .
قالت له : لا يوجد تفاح .
قال : لاعليك لم يعد عندي أسنان لأقضمها بها .
قالت له :لم يعد عندي جذع لتتسلقه ولم يعد عندي فروع لتجلس عليها .
فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزًا اليوم ولا أستطيع عمل أي شيء !
فأخبرته : أنا فعلاً لا يوجد لدي ما أعطيه لك . كل ما لدي الآن هو جذور ميتة. أجابته وهي تبكي .
أجابها وقال لها : كل ما أحتاجه هو مكان لأستريح به . فأنا متعب بعد كل هذه السنين .
فأجابته وقالت له : جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة . تعال تعال واجلس معي هنا واسترح معي .
فترجل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به و الدموع تملأ ابتسامتها !
هل تعرفون من هي هذه الشجرة؟
إنها أمك !!!
أمك التى لطالما بذلت حياتها ووقتها وما تملك من أجلك!
فأحسن إليهما كما أمرك الله تعالى واتبع وصية رسول الله فيهما !
التعليقات