صحيفة “واشنطن بوست”: بحرب إلكترونية.. روسيا تثير ذعر الأمريكيين
بحرب إلكترونية.. روسيا تثير ذعر الأمريكيين
رصدت السلطات الأمريكية شفرة مرتبطة بعملية قرصنة روسية أطلقت عليها واشنطن اسم ” جريزلي ستيب” داخل النظام الخاص بشركة كهرباء واقعة في ولاية فيرمونت.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، أنه وبالرغم من أنَّ الروس لم يستخدموها لتعطيل سير العمل، فإنّ الكشف عن تلك الشفرة يبرز الثغرات المتواجدة في شبكة الكهرباء بالولايات المتحدة.
واضافت الصحيفة أن اختراق شبكة الكهرباء يثير مخاوف أيضًا داخل الإدارة الأمريكية من أن القراصنة الروس يسعون حثيثا لاختراق شبكة الكهرباء وشن هجمات محتملة.
ويراقب مسؤولون في الحكومة وصناعة المرافق الأمريكية الشبكة نظرًا لطبيعتها المحوسبة بدرجة عالية، ومن ثم يكون أي تعطل في عملها مصحوبا بتداعيات كارثية على الخدمات الطبية وكذا خدمات الطوارئ في البلاد.
وأوضح مسؤولون أن الشركة رصدت شفرة البرنامج الخبيث المستخدم في عمليات “جريزلي ستيب” في جهاز الحاسب المحمول “لابتوب” الذي لم يكن متصلاً بأنظمة الشبكة الخاص بالشركة.
وأضافت الشركة أنها اتخذت إجراءات فورية لعزل الحاسب المحمول وإخطار السلطات الفيدرالية.
وطالب بيتر شوملين، حاكم فيرمونت المسؤولين الفيدراليين بـ ” إجراء تحقيقات كاملة لكشف ملابسات الحادث واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم تكراره.”
وأضاف شوملين في بيان:” سكان فيرمونت ومعهم كل الأمريكيين ينبغي عليهم توخي الحيطة والحذر، ومن حقهم أيضا أن يغضبوا نتيجة محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختراق شبكة الكهرباء الخاصة بنا، والتي نعتمد عليها لدعم اقتصادنا ورفع مستوى معيشتنا وصحتنا وأمننا.”
وتابع:” ينبغي أن تسلط هذه الواقعة الضوء على الحاجة الماسة لحكومتنا الفيدرالية لوضع حد لهذا النوع من التدخل الروسي السافر في بلادنا.”
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين بينهم مسؤول كبير بالإدارة قولهم إنهم ليسوا على بينة من نوايا الروس إلى الآن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالإدارة قوله إن مسؤولين اتحاديين تبادلوا شفرة البرنامج الخبيث المستخدم في عملية (جريزلي ستيب) مع كبار المسؤولين في المرافق بمختلف أرجاء البلاد وإن مسؤولين في شركة فيرمونت تعرفوا على الشفرة داخل عملياتهم.
ورفض مسؤول كبير في إدارة أوباما التعليق على تقرير واشنطن بوست لكنه قال إن الإدارة سعت في إعلان العقوبات يوم الخميس لتنبيه “كل المدافعين عن الشبكة” في الولايات المتحدة ليتمكنوا من “الدفاع عنها ضد النشاط الإلكتروني الروسي الخبيث”.
ولطالما واجهت روسيا اتهامات في الماضي بشن حرب إلكترونية على شبكة الكهرباء في أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو جملة وتفصيلا
وكان خبراء في مجال أمن الإنترنت قد أشاروا إلى حصول اختراق لشبكة الطاقة في العاصمة الأوكرانية كييف في ديسمبر من العام الماضي، ما تسبب حينها في انقطاع التيار الكهربي في جزء من المدينة.
وأمس الأول الخميس اتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو روسيا بشن حرب قرصنة على بلاده، قامت خلالها موسكو بتنفيذ 6500 هجمة على مؤسسات الدولة في أوكرانيا على مدار الشهرين الماضيين.
ورصدت الولايات المتحدة الأمريكية، منذ العام 2009 على الأقل، جهود تقوم بها الصين وروسيا وبلدان أخرى لزرع برامج خبيثة داخل أجهزة حواسيب تستخدمها منشآت حيوية أمريكية.
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول الخميس سلسلة عقوبات جديدة ضد روسيا، وذلك على خلفية اتهامها بقرصنة مواقع الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتأثير على انتخابات الرئاسة، وتشمل العقوبات الأمريكية طرد 35 دبلوماسيا روسيا، في وقت قالت موسكو إن العقوبات ستضر بالعلاقات الثنائية.
وقال أوباما في بيان “تأتي هذه الإجراءات عقب تحذيرات سرية وعلنية متكررة وجهناها للحكومة الروسية، وهي رد ضروري وملائم على مساعي الإضرار بالمصالح الأمريكية في انتهاك للأعراف الدولية الراسخة”.
وأضاف أن بلاده ستواصل اتخاذ إجراءات متنوعة في الزمان والمكان الذي تختاره، وأن بعضها لن يتم الإعلان عنه، مؤكدًا أن إدارته ستسلم الكونجرس الأيام القادمة تقريرا عن جهود روسيا للتدخل في انتخابات 2016.
يذكر أنه وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تم تسريب تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى الصحف يتهم السلطات الروسية مباشرة بأنها حاولت عمدا الدفع باتجاه انتخاب الرئيس دونالد ترامب ضد كلينتون.
التعليقات