عذرية الرجل !! و هل حقاً يمكن إختبار ما إذا كان الرجل أعزباً ؟

إنتشار الأخبار عن إمكانية الكشف عن عذرية الرجل :

إنتشر على الانترنت فى الفترة الأخيرة خبر غريب عن معالج متخصص في الطب البديل إدعى قدرته على إثبات براءة ثلاثة شبان متهمون بحادثة اغتصاب امرأة من خلال إجراؤه اختبار عذرية الرجل لهم بواسطة فحص نقط معينة موجودة داخل الأذن!

ربما مر هذا الخبر على البعض مرور الكرام، و ربما توقف أمامه بعض الأشخاص ، فهل يمكن أن يكون هذا الخبر صحيح من الناحية الطبية؟ 

أسباب إنتشار الأخبر عن عذرية الرجال :

سبب إنتشار تلك الأخبار هو وجود معالجة فيتنامية تدعى ” ثام ثي هونغ ” إدعت أنها اكتشفت علامات معينة تمكن من الكشف على عذرية الرجل وهى عبارة عن وجود نقط حمراء على أذن الشاب البالغ، وتختفى هذه النقط مع الإتصال الجنسى الكامل للمرة الأولى للشاب ، و أضافت أيضاً أن العادة السرية لا تأثر على هذه النقط الحمراء  بينما تختفي مع أول ممارسة جنسية كاملة. وبالطبع أثار هذا الخبر ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي كما  سخر منه الكثير من الأشخاص.

ما هي عذرية الرجل ؟ 

عذرية الرجل مفهوم عام يقصد به عدم ممارسة الرجل لأي اتصال جنسي مع شخص آخر أي كان نوع هذا الاتصال، كما لا تتضمن العذرية ممارسة العادة السرية، و هذا التعبير يستخدم بشكل عام للجنسين للتعبير عن عدم وجود علاقات جنسية سابقة.

هل يوجد تغيرات على الرجل فى حال فقدانه عذريته ؟

أما من الناحية الطبية فلا توجد أى تغيرات عضوية ترتبط بـعذرية الرجل و ممارسته للجنس للمرة الأولى، على عكس المرأة التي ترتبط الممارسة الجنسية الأولى جسدياً بتمزق غشاء البكارة و إن كان هذا الأمر يخضع لتنوعات عديدة وفقاً للاختلافات التشريحية المتباينة و الموجودة في غشاء البكارة.

أما على الجانب الآخر فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية التي أجريت وجود بعض التغيرات النفسية التي تطرأ على الرجل بعد ممارسة الجنس للمرة الأولى، فقد ثبت أن الرجال تتحسن صورتهم الذهنية عن جسدهم و تزداد ثقتهم في النفس، على عكس الفتيات التي أوضحت الدراسة أن صورتهن الذهنية عن جسدهم تهتز نسبياً وهو ما قد يسبب إنخفاض في ثقتهم بنفسهم.

و على كل حال فإن هذا البحث مرتبط بشكل أكبر بالعينة التي تم إجراء الدراسة عليها ولا يمثل قاعدة عامة يمكن الجزم بصحتها وتطبيقها على كل الناس، فمما لا شك فيه أن التجربة الجنسية الأولى يكون لها تأثير كبير جداً على الإنسان فهى قد تدعم شعوره بالسعادة و الثقة بالنفس و الإقبال على الحياة إن كانت التجربة ايجابية و في إطار رومانسي بعيد عن التوتر و الشعور بالذنب، و على الجانب الآخر فمن الممكن أنتتحول التجربة لمأساة درامية إذا حدث فيها ما يعكر صفوها من مفاجآت غير سعيدة.

أصل الحكاية لموضوع إختبارات عذرية الرجل :

 غالباً ما ترجع أصل الحكاية الخاصة بإختبار عذرية الرجال إلى وحي بعض العادات المنتشرة في القبائل الإفريقية، حيث استقر الموروث الشعبي لدى بعضهم أن هناك بعض الاختبارات التي يتم إجراؤها بشكل دوري على الشباب المراهقين للتأكد من حفاظهم على عذريتهم.

فالتفسير المنطقي الوحيد لهذه الظاهرة هو أنها بمثابة قيد وهمي يتم فرضه على المراهقين لتجنب إنفلات ممارستهم الجنسية خارج نطاق الزواج مما يسبب انتشار الأمراض المنتقلة جنسياً التي تسجل نسب عالية بالفعل في البلدان الإفريقية، و الفكرة الأساسية في هذه الاختبارات تتمثل في أن خوف المراهق من انكشاف أمره بهذه الاختبارات يجعله يتجنب أي ممارسات غير مشروعة وفقاً لثقافتهم المحلية التي تقتنع بهذه المعتقدات بشكل كبير.

الحقائق الطبية و إختبارات عذرية الرجل :

هنا سوف نستعرض تلك الاختبارات التي تروج الشائعات أنها تكشف عذرية الرجال أي ( غشاء البكارة الذكوري ) وسنضعها فى مواجهة مع الحقائق الطبية :

الاختبار الأول:

يدعي هذا الاختبار إمكانية كشف عذرية الرجل من خلال وجود طبقة جلدية بيضاء رقيقة على القضيب ! و أن هذه الطبقة تتمزق مع ممارسة العلاقة لأول مرة.

الحقيقة: هذا الادعاء يمكن دحضه بسهولة لأن حتى لو سلمنا بوجود هذه الطبقة الجلدية، فهناك العديد من الأسباب التي قد تسبب تمزقها دون ممارسة علاقة جنسية مثل:
ممارسة الاستمناء بشكل متكرر أو بطرق عنيفة.
 اتباع سلوكيات النظافة للمنطقة التناسلية.

الاختبار الثاني:

يدعى هذا الإختبار أن هناك وريد في العضو الذكري ينغلق بمجرد ممارسة علاقة جنسية لأول مرة.

 الحقيقة: إن دراسة التشريح الخاص بالعضو الذكري تفيد بعدم وجود هذا الوريد فبشكل عام العضو الذكري يعتمد بشكل أساسي على وريد واحد في دورته الدموية.

الاختبار الثالث:

يدعى هذا الاختبار أن عذرية الرجل يمكن تحديدها من خلال نمط خروج البول أثناء التبول على أساس أن خروج البول في شكل مستقيم يدل على العذرية و خروجه بشكل غير منتظم يدل على عدم العذرية.

الحقيقة: إن طريقة خروج البول من القناة البولية تحددها عوامل عديدة خاصة بسلامة القناة البولية و ما حولها من غدد، و بشكل عام فإنه من الشائع أن البول يخرج بشكل خط مستقيم في صغار السن، ثم يبدأ هذا الأمر في التغير تدريجياً مع كبار السن و ما يعانوه من مشاكل في البروستاتا و القناة البولية بشكل عام.

 الاختبار الرابع:

يدعى هذا الإختبار أن عذرية الرجل يمكن تأكيدها بوجود نقطة حمراء في الأذن و أن هذه النقطة لا تزول إلا بعد ممارسة علاقة جنسية لأول مرة ولا تزول بممارسة العادة السرية و الاستمناء.

الحقيقة: إن هذا الافتراض لا يوجد أدنى دليل علمي على صحته، بالإضافة لعدم وجود أي علاقة تشريحية بين الأعضاء التناسلية المسئولة بشكل أساسي عن العلاقة الجنسية و بين أي نقاط حمراء في الأذن.

هل يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر ممارسة الجنس لأول مرة على الرجل؟

إذا وضعنا في اعتبارنا كل الاحتمالات، فسيكون هناك احتمال غير شائع بنسبة كبيرة أن يكتشف الآخرون أن شخصاً ما قد مارس الجنس! كيف ذلك؟ إذا كانت الممارسة الجنسية الأولى خارج الإطار المشروع فإنها قد تكون مرتبطة بممارسات غير أمنة تسبب انتقال أمراض جنسية عديدة مثل الزهري و السيلان و الايدز و الفيروس الحليمي البشري، حسناً في هذه الحالة سيكون واضحاً أن هذا الرجل سيئ الحظ قام باختيار خاطئ و لم ينجو بفعلته!